
لماذا نسمي الوهبة فخذًا ؟
يردُ إلينا تساؤلٌ؛ لماذا لا ندعوا الوهبة قبيلةً وندعوها فِخذًّا؟. إن الوهبة فخذٌ، ولا يدخلنا في ذلك شكٌ إِذ قطعيةٌ هذا مبنيةٌ في دواخل التميميين الذين مازالوا يسمون تميمًا قبيلة، رغم تباعد البقع الجُغرافية والانضمام لثقافاتٍ ولهجاتٍ مُخالفة في قطرِ جزيرة العرب فإنهم يتفقون أخيرًا على أمرين: أولهما أن تميمًا هيّ المرجع الذي يعودون إليهِ، وينتسبون له، إِذ يلاحظُ بأن النسبةَ إليهِ لم تضمر حتى الآن، بخلافِ قبائل كثيرة تفرعت وخرجت منها قبائل أخرى، وثاني المجتمعات على اعتبار الكفاءة المُعينة بصفاتٍ معلومة لا يصيّر فيها التميميُ معترفًا بهِ بالغالب إنْ خالفها، و اشتهرت هذه المخالفة، وتعددت؛ خلافًا لفعل الفردِ الأحمق. فبذلك يتحصلُ علمٌ لدينا أن تميمًا قبيلة، مهما بعدت جدودها عن الأصلِ المنتسبِ إليه، و يوافقنا على ذلك جمهور التميمين، وهو معتمدنا أنّ الوهبة ليست قبيلة، بل فِخذًّا بعشيرتين كبيرتين على سبيلِ الطرقِ الحقيقي، وإلا فللمجاز منتسبات ممتدة دون ذلك. فيتحصل لنا علمٌ أغلبيٌّ أن الوهبة من طهية من حنظلة من تميم فخذ تندرج تحته عشيرتين هما أولاد محمد بن محمد وفروعهم، وأولاد ريس بن زاخر بن محمد وفروعهم، والكل في أولاد علوي بن وهيب الهطوي من قبيلةِ بني تميم. والظن أن هذا التوجه إنما حُصِـل بكثرةِ تفرع الوهبةِ في حدٍ غيّر معقولٍ أحيانًا فيتحصلُ أن تجد نزرًا قليلاً من الناسِ يلتزمون نسبةً فارقة تفصلهم عن بني عمهم الأقارب، وعصبتهم الجامعة، في قريةٍ واحدة، واقليمٍ قريّب، والحق أننا تميميين بوصف تميمًا جدُ القبيلةِ، وتعزيز ذلك حاصلٌ بردم الهواتِ في الفروع الصغيرة وجمعها إلى بعضها فيحصلُ بذلك منعةٌ ثقافية لا تتزعزع تُبقي أشدُ الأمةِ على الدجالِ متصلّين فيما بينهم ليؤدون ما حكاهُ المصطفى صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبـه وسلم عنهم، وهذا الاتصال أيضًا محققٌ بصلةِ الأُسرةِ (العشيرة) وما هو أعلى مِنها في الفخذِ حتى يوصـل إلى تميمُ بن مُرٍ الجامع الذي نلتقي فيهِ على الحب والتقوى والمودة إن شاء الله تعالى.
1 comment
1 ping
التميمي
11/04/2020 at 8:00 م[3] Link to this comment
مقال جميل ورائع 👍