
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
الحمد لله الذي وهب نبينا محمد صل الله عليه وسلم القدرات والمعجزات والحكمة والسيرة الحسنة ، وسخر له ما في السموات والأرض ليؤدي الرسالة وينشر الإسلام والسلام ويوحد الألوية لله الواحد الأحد .
لقد تم جمع وتنظيم هذا الملخص عن سيرة الصحابة (رضي الله عنهم) لقبيلة بني تميم ، ولقد برز من القبيلة الكثير والعديد من الصحابة والصحابيات الكرام رضي الله عنهم .
أتقدم بالشكر والتقدير على تعاون الجميع في عملية نقل المعلومات .
والله ولي التوفيق .
سيرة الصحابي
الثاني : قيس بن عاصم بن سنان المنقري التميمي
نسبه
قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر .
ويكنى : أبا (علي) وقيل : أبو (طلحة) وقيل : أبو (قبيصة) – والأول أشهر .
أمه هي أم أصعر بنت خليفة بن جرول بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر .
سيرته
صحابي جليل ومن سادات العرب وأشرافهم وهو الذي قدم على (رسول الله) ﷺ سنة 9هـ في وفد (بني تميم) فأكرمه وقال له : (هذا سيد أهل الوبر) .
شاعرٌ فارسٌ شجاعٌ حليمٌ كثيرالغارات مظفرٌ في غزاوته أدرك الجاهلية والإسلام فساد فيهما وأسلم وحسن إسلامه وأتى (النبي)ﷺ وآله وصحبه أجمعين في حياته وعمر بعده زماناً وروى عنه عدة أحاديث .
تركه للخمر
حرم على نفسه الخمر في الجاهلية وكان سبب ذلك أنه غمز (لعنكة) ابنته وهو سكران وسب أبويها ورأى القمر فتكلم بشيء وأعطى الخمار كثيراً من ماله فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه وقال في ذلك :
رأيت الخمر صالحة وفيها خصال تفسدالرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحاً ولا أشفي بها أبداً سقيما
ولا أعطي بها ثمناً حياتي ولا أدعو لها أبداً نديماً
فإن الخمر تفضح شاربيهـا وتجنيهم بها الأمرالعظيما
إسلامه
أنبأنا (إبراهيم بن محمد) وغير واحد بإسنادهم عن (محمد بن عيسى) .
• قال : حدثنا (بندار) حدثنا (عبدالرحمن بن مهدي) حدثنا (سفيان) عن (الأغر بن الصباح) عن (خليفة بن حصين) عن
• (قيس بن عاصم) : أنه أسلم فأمره (النبي) ﷺ أن يغتسل بماء وسدر .
وأد البنات
يرى كثيرون أن أول من وأد البنات من العرب هو (قيس بن عاصم المنقري التميمي) لأنه خشي أن يخلف على بناته من هو غير كف لهن وكان قد وأد ثماني بنات .
• قال : (القلقشندي) (إن العرب كانت تئد البنات خشية العار وممن فعل ذلك (قيس بن عاصمالمنقري) وكان من وجوه قومه ومن ذوي المال وسبب قتله لبناته أن (النعمان بن المنذر) غزا (بنيتميم) بجيش فقام الجيش فسبوا ذراريهم فأنابه القوم وسألوه أن يحرر أسراهم فخيَّرَ (النعمان) النساء الأسيرات فمنهن من اختارت (أبوها) فردَّها لأبيها ومن اختارت زوجها ردَّها لزوجها فاخترن (آباءهن) و(أزواجهن) إلاامرأة (قيس بن عاصم) فاختارت الذي أسرها فأقسم (قيس بنعاصم) أنه لا يولد له ابنة إلاقتلها فكان يقتلهن .
• جاء (قيس بن عاصم) إلى (النبيمحمد) ﷺ فقال : (يا رسول الله إني قد وأدت بنات لي في الجاهلية .
• فقال : له (أعتق عن كل واحدة منهن رقبة) .
• فقال : (يا رسول الله إني صاحب إبل.
قال : (فانحر عن كل واحدة منهن بدنة .
فيها نزلت آية في القرآن هي: { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} .
حلمه
قيل للأحنف : ممَّن تعلمتَ الحِلم .
قال : مِن (قيس بن عاصم المنقري) رأيتُه قاعدًا بفناء داره محتبيًا بحمائل سيفه يُحدِّث قومه حتى أُتي برجل مكتوف ورجل مقتول .
• فقيل له : هذا ابنُ (أخيك) قَتَل (ابنَك) فو الله ما حلَّ حبوته ولاقطع كلامه ثم التفتَ إلى (ابن أخيه) .
• وقال : يا (ابنَ أخي) أسأتَ إلى رَحِمك ورميتَ نفسك بسهمك وقتلت (ابن عمِّك،) ثم قال لابنٍ له آخر: قُمْ يا بني فحلَّ كتاف (ابن عمِّك) ووارِ (أخاك) وسُقْ إلى (أمِّه) مائةَ ناقة دية ابنها فإنها غريبة ثم أنشأ يقول :
إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَطَّبَى حَسَبِي دَنَسٌ يُهَجِّنُهُ وَلاَأَفْنُ
مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُ
خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ بِيضُ الْوُجُوهِ مَصَاقِعٌ لُسْنُ
لاَ يَفْطِنُونُ لِعَيْبِ جَارِهُمُ وَهُمُ لِحِفْظِ جِوَارِهِ فُطْنُ
وفاته
قال : (الحسن البصري) لما حضرت (قيس بن عاصم) الوفاة دعا بنيه .
• فقال : (يا بني) احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتسفه (الناس) كباركم وتهونوا عليهم وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة (للكريم) ويستغنى به عن (اللئيم) وإياكم ومسألة (الناس) فإنها آخر كسب المرء ولا تقيموا علي نائحة فإني سمعت (رسول الله) ﷺ نهى عن النائحة .
روى عنه الحسن ، والأحنف ، وخليفة بن حصين ، وابنه حكيم بن قيس :
• أنبأنا (يحيى بن محمود) إذناً بإسناده (غلا ابن أبي عاصم) : حدثنا (هدية بن عبد الوهّاب أبوصالح المروزي) عن (النضر بن شميل) حدثنا (شعبة) عن (قتادة) عن (مطرف بن الشجر) عن (حكيم بن قيس بن عاصم) عن أبيه : أنه أوصى عند موته .
• فقال : إذا مت فلا تنوحوا عليّ، فإن (رسول الله) ﷺ لم ينح عليه خلف من الولد اثنين وثلاثين ذكراً.
• وروى (الأشهب عن الحسن) عن (قيس بن عاصم المنقري) : أنه قدم على (النبي) ﷺ
• فقال : (هذا سيد أهل الوبر) فسلمت عليه وقلت : يا (رسول الله) المال الذي لا تبعة علي فيه .
• قال : (نعم المال الأربعون وإن كثر فستون ويل لأصحاب المئين إلامن أدى حق الله في رسلها ونجدتها وأطرق فحلها وأفقر ظهرها ومنح غزيرتها ونحر سمينتها وأطعم القانع والمعتر) .
• فقلت : يا (رسول الله) ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها .
• قال : (يا قيس أمالك أحب إليك أم مال مواليك) .
قال قلت : بل مالي .
قال : (فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت وما بقي فلورثتك) .
قال قلت : يا (رسول الله) لئن بقيت لأدعن عددها قليلاً .
قال : الحسن ففعل . أخرجه الثلاثة .
• قال فيه (عبدة بن الطبيب) قصيدة في رثاءه منها هذا البيت :
وما كان قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ * ولكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما
قال : (عمرو بن العلاء) أنه أرثى بيت قالته العرب .
الحمد لله رب العالمين
دائماً وأبداً
المرجع : موقع ويكيبديا
نسخة PDF
للقراءة والمشاركة : اضغط هنا