
علماء قبيلة بني تميم الجزء الثامن
السادس والثلاثون : الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر السعدي التميمي :
الميلاد :
1889م عنيزة .
الوفــاة :
1956م عنيزة .
النسـب :
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي الناصري من آل سعدي من الحمران من النواصر من تميم .
الســيرة :
يعرف اختصاراً (ابن سعدي) ولد في بلدة عنيزة في القصيم يوم 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنوات وتوفي والده وهو في السابعة فتربى يتيماً ولكنه نشأ نشأة حسنة وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في التعلم وهو مصنف وكاتب كتاب تيسيرالكريم الرحمن في تفسير كلام المنان قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب وأتقنه وعمره أحد عشر سنة ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل علم من العلوم ولما بلغ من العمر ثلاثا وعشرين عام جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعاً إليه ومعول جميع الطلبة في التعلم .
من طلابه :
• الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) أشهر تلاميذ السعدي وأكثرهم تأثراً بشيخه في طريقة التدريس وعرض العلم وتقريبه للطلبة بالأمثلة والمعاني .
• الشيخ (عبدالله بن عبدالرحمن البسام) من تلاميذ السعدي تولى منصب القضاء بمحكمة الطائف وفي عام 1390هـ تم تعيينه عضواً في هيئة تمييز الأحكام الشرعية بالمنطقة الغربية بمكة المكرمة .
وغيرهم من التلاميذ .
مشايخه :
❖ الشيخ (إبراهيم بن حمد بن جاسر) وهو أول من قرأ عليه وكان يصف شيخه بحفظه للحديث ويتحدث عن ورعه ومحبته للفقراء مع حاجته ومواساتهم وكثيراً ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثيابه ويلبسه الفقير مع حاجته إليه وقلة ذات يده .
❖ الشيخ (محمد بن عبدالكريم الشبل) قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما .
❖ الشيخ (صالح بن عثمانالقاضي) قاضي عنيزة قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وفروعه وعلوم العربية وهو أكثر من قرأ عليه ولازمه ملازمة تامة حتى توفي .
❖ كما تعلم وأخذ من كل من الشيخ (عبدالله بن عايض) .
❖ الشيخ (صعب التويجري) .
❖ الشيخ علي السناني .
❖ الشيخ (علي الناصر أبو وادي) قرأ عليه (السعدي) في الحديث وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك .
❖ الشيخ (محمد بن الشيخ عبدالعزيز المحمد المانع) مديرالمعارف في المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت وقد قرأ عليه في عنيزة .
❖ الشيخ (محمد أمين الشنقيطي) نزيل الحجاز قديماً ثم الزبير لماقدم عنيزة وجلس فيها للتدريس قرأ عليه في التفسير والحديث وعلوم العربية كالنحو والصرف ونحوهما .
❖ الشيخ (محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ) .
❖ الشيخ ناصر بن سعود بن عيسى شويمي) في شقراء الذي استفاد منه عندما شرع في تصنيف كتاب تفسير القرآن .
المشايخ الذين أجازوه :
• الشيخ (عبدالرحمن بن ناصرالسعدي) بالرواية مجموعة من المشايخ هم :
• صالح بن عثمان القاضي .
• إبراهيم بن صالح بن عيسى .
• محمد الأمين محمود الشنقيطي .
• علي بن ناصر أبو وادي .
• عبد الحي الكتاني .
علمه ومذهبه .
تميز (السعدي) بمعرفته التامة في الفقه أصوله وفروعه وكان في أول أمره متمسكاً بالمذهب الحنبلي تبعاً لمشايخه وحفظ بعض المتون من ذلك وكان له مصنف في أول أمره في الفقه نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحاً مختصراً ولكنه لم يرغب بظهوره لأنه على ما يعتقد أول أعماله . وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام (ابن تيمية) وتلميذه (ابن القيم) وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة وبسبب استنارته بكتب الشيخين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي . وله اليد الطولاء في التفسير إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيها وألف كتابا في التفسير في عدة مجلدات فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت التصنيف كتاب تفسير ولا غيره ودائماً يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالاً ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده ويستنبط منه الفوائد والمعاني حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه .
مصنفاته :
صنف السعدي كتباً أهمها :
❖ تفسيره القرآن الكريم المسمى تيسير الكريم الرحمن في ثماني مجلدات أكمله في عام 1344 هـ وقد نال هذا التفسير الكثير منالاهتمام حيث طبع له طبعات عديدة .
❖ حاشية على الفقه استدراكاً على جميع الكتب المستعملة في المذهب الحنبلي ولم تطبع .
❖ إرشاد أولي البصائر والألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق وأيسرالأسباب . رتبه على السؤال والجواب طبع بمطبعة الترقي في دمشق عام 1365هـ على نفقته الخاصة ووزعه مجاناً .
❖ الدرة المختصرة في محاسن الإسلام طبع في مطبعة أنصار السنة عام 1366 هـ .
❖ الخطب العصرية القيمة لما آل إليه أمر الخطابة في بلده اجتهد أن يخطب في كل عيد وجمعة بمايناسب الوقت في الموضوعات الجليلة التي يحتاج الناس إليها ثم جمعها وطبعها مع الدرة المختصرة في مطبعة أنصار السنة على نفقته ووزعها مجاناً.
❖ القواعد الحسان لتفسير القرآن طبعها في مطبعة أنصار السنة عام 1366 ووزع مجاناً .
❖ تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية على نفقة وجيه الحجاز نصير السنة الشيخ (محمد نصيف) عام 1366هـ .
❖ الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين .
❖ توضيح الكافية الشافية وهو كالشرح لنونية ابن القيم .
❖ وجوب التعاون بين المسلمين وموضوع الجهاد الديني وهذه الثلاثة الأخيرة طبعت بالقاهرة السلفية على نفقته ووزعهامجاناً .
❖ القول السديد في مقاصد التوحيد طبع في مصر بمطبعة الإمام على نفقة (عبدالمحسن أبابطين) عام 1367هـ .
❖ مختصر في أصول الفقه لم يطبع .
❖ تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن طبع على نفقة المؤلف وجماعة من المحسنين بمطبعة الإمام ووزع مجاناً .
❖ الرياض الناضرة طبع بمطبعة الإمام
❖ وله فوائد منثورة وفتاوى كثيرة في أسئلة شتى ترد إليه من بلده وغيره ويجيب عليها وله تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب وكانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جداً حتى أنه كتب من الفتاوى وغيرها شيئاً كثيراً ومما كتب :
❖ (نظم ابن عبد القوي) المشهور وأراد أن يشرحه شرحاً مستقلاً فرآه شاقاً عليه فجمع بينه وبين الإنصاف بخط يده ليساعد على فهمه فكان كالشرح له ولهذا لم يعده من مصنفاته وكان غاية قصده من التصنيف هو نشرالعلم والدعوة إلى الحق .
ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع مايقدر عليه من مؤلفاته لا ينال منها عرضاً أو يستفيد منها بل يوزعها مجاناً ليعم النفع بها .
ومن مصنفاته أيضًا :
❖ كتاب بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار وجمع فيه 99 حديثًا شاملًا لفروع العلم الديني
❖ نور البصائر والألباب في أحكام العبادات والمعاملات والحقوق والآداب في الفقه الحنبلي وهو مقتضب .
وفاته :
أُصيب عام 1371هـ بمرض ضغط الدم وضيق الشرايين وتوفي عن عمر ناهز 69 عاماً في خدمة العلم وادركتهُ الوفاة قرب طلوع الفجر من يوم الخميس الموافق 22 جمادى الآخرة عام 1376 هـ في مدينة عنيزة في القصيم .
الإرث الثقافي :
كان على جانب كبير من الأخلاق متواضعاً للجميع ويقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم نادياً علمياً كان (السعدي) يحرص أن يحتوي المجلس على البحوث العلمية والاجتماعية ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها فتنقلب مجالسهم العادية إلى مجالس علم وعبادة وكثيراً ما يحل المشاكل بإرضاء الطرفين في الصلح العادل وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء ماداً يد المساعدة لهم بحسب قدرته ويستعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات وكان على جانب كبير منالأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله ووصف بأنه من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً مرتباً لأوقات التعليم ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشحذ أفكارهم ويجعل الهدية لمن يحفظ بعض المتون ويتشاور مع تلاميذهِ فياختيار الأنفع من كتب الدراسة ويرجح ما عليه رغبة أكثرهم ومع التساوي يكون هو الحكم ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذاطال لأنهم يتلذذون من مجالسته ولذا حصل على طلاب العلم المحصلين عدد كثير .
أعماله التي قام بها :
كان الشيخ (عبد الرحمن السعدي) محباً للخير ساعياً فيهِ يطرق كل باب يؤدي إليه ولذا كانت لهُ مشاركات إيجابية في إقامة المشاريع الخيرية التي يعود نفعها على المجتمع عامة . ومن مشاركاته وأنشطته التي قام بها ما يأتي :
كان مرجع بلاده وعمدتهم في جميع أحوالهم وشؤونهم :
• مدرس الطلاب .
• واعظ العامة .
• إمام الجامع وخطيبه .
• كاتب الوثائق .
• محرر الأوقاف والوصايا .
• عاقد الأنكحة .
• مستشارهم في كل شؤونهم ومايهمهم من أمور دينهم ودنياهم .
وكل هذه الأعمال يقوم بها حسبة ولا يتقاضى عنها أجراً وهذا ماجعله كبيراً في أعين الناس محبوباً لدى عامتهم وخاصتهم .
يقول عنه العدوي :
لقد كان الشيخ (عبد الرحمن السعدي) من الناحية الدينية هو كل شيء في (عنيزة) فقد كان (العالم والمعلم والإمام والخطيب والمفتي والواعظ والقاضي وصاحب مدرسة دينية له فيها تلاميذ منتظمون) .
• قام بتأسيس المكتبة الوطنية بعنيزة وذلك عام 1359هـ أو عام 1360هـ على نفقة الوزير (عبدالله السليمان الحمدان) تحت إشراف الشيخ فبذل الشيخ المترجم له جهوداً كبيرة في تأسيسها وتأمين المراجع العلمية لها من كل مكان وقد جلب لها آلاف المراجع ما بين مطبوع ومخطوط في شتى العلوم والفنون والمعارف وقد خدمه في ذلك تلاميذه المنتشرون في كل مكان وأصبحت هذه المكتبة بمثابة نادٍ يلتقي فيه طلبة الشيخ ويتذاكرون ويتدارسون ويتحاورون وقد خصص الشيخ للمكتبة جلسة فأصبحت تعج بالزائرين لأنها شهدت حركة علمية كبيرة وتعد هذه المكتبة من طلائع المكتبات العامة في العهد السعودي وخصوصاً في الديارالنجدية .
• رشح لقضاء عنيزة عام 1360هـ فامتنع تورعاً وحرص ألا يعمل بعمل رسمي ليتسنى له التفرغ للعلم وطلابه ولهذا عرض عليه القضاء مرارا ولكنه كان في كل مرة يرفض ومبدؤه الحرص على التفرغ وجمع القلب والفكر للعلم والتعليم وقد علم الله صدق سريرته فتحقق له ما أراد وسلم من كل المناصب التي تشغله عن العلم شاء أم أبى . عينه القاضي (عبدالرحمن بن عودان) إماماً وخطيباً للجامع الكبير بعنيزة في رمضان عام 1361هـ، واستمر فيه حتى خلفه تلميذه الشيخ (محمد بن صالح بن عثيمين) .وقد عدَّ الناس هذا التعيين حسنة من حسنات الشيخ (ابن عودان) وأحبوه من أجلها وحفظوها له لأنها خطوة مباركة نفع الله بها البلاد والعباد إذ كان المسجد الجامع نادياً من أندية العلم في حياته وحياة شيخه (صالح القاضي) يأتيه طلاب العلم من كل البوادي والأمصار القريبة للانتفاع ويزدحم بالطلاب على اختلاف ميولهم ورغباتهم وتفاوتهم في درجات تحصيلهم لكن الدافع للجميع هو الرغبة في العلم والتحصيل وكانت مجالس المترجم له وشيخه في المسجد وغيره مجالس علم وتعليم وتربية وتوجيه، وهكذا العالم كالغيث أينما حل نفع .
• جمع في سنة 1363هـ التبرعات من المحسنين كل على قدر استطاعته لبناء مقدم الجامع الكبير وقد انهالت عليه التبرعات من كل مكان وجمع من المال مامكنه من توسعة المسجد وبناء مقدمته بناء مناسباً يتواكب مع الأعداد الكبيرة التي تؤم المسجد وتصلي فيه .
• جمع في سنة 1373هـ التبرعات مرة ثانية لعمارة مؤخر الجامع الكبير وقد اجتمع لديه المال ماتمكن به من إتمام العمارة على أتم وجه وأكمله وليس هذا بغريب فإن الأخيار الموثقين إذاتصدوا وتصدروا لعمل الخير فسيجدون كل عون ومساعدة من المحسنين لثقتهم بهم، ولاطمئنانهم على مصير ماتجود به أنفسهم .
• أشرف على المعهد العلمي بعنيزة عام 1373هـ وإنه لدعم كبير لطلاب المعهد وتشجيع لهم أن يتولى الشيخ الإشراف عليه لأن ذلك سيوثق العلاقة بينهم وبينه وسيمكنهم من عرض أي مشكلة تواجههم عليه .
يقول الشيخ (عبدالرحمن العدوي) أحد المدرسين في المعهد خلال هذه الفترة : بدأت الدراسة في المعهد العلمي بعنيزة في شهر ربيع الثاني من عام 1373هـ وفي نفس الوقت بلغنا أن الشيخ (عبدالرحمنالسعدي) قد عُين مشرفاً على المعهد من الناحية العلمية وكان تعيينه براتب شهري قدره ألف ريال ) .
المرجع : موقع المكتبة الشاملة .
والحمد لله رب العالمين
دائما وأبدا
نسخة PDF
للقراءة والمشاركة : اضغط هنا