سيرة القائد الإسلامي التميمي
الجزء الثالث
القائد الفارس الشاعر / القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي
جده : تميم بن مـر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معـد بن عدنان من ذرية نبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل .
❖ الفتوحات الإسلامية
في الشام :
شارك (القعقاع) في ملاحم المسلمين في بلاد الشام وكان له دور كبير فيها فعندما جاء كتاب (أبو بكر الصديق) إلى (خالد بن الوليد) يأمره فيه بالتوجه من العراق إلى الشام لنجدة المسلمين في اليرموك كان (القعقاع) معه ولما كانوا في الطريق أغاروا على (مصيخ بهراء) ثم ساروا حتى وصلوا مدينة (بصرى) في الشام وفتحوها ثم انضموا إلى المسلمين في (الشام) وقد صور (القعقاع) كل هذه الأحداث في قصيدةٍ يقول :
بهذه الأبيات :
قَطَعنا أَباليسَ البِلادِ بِخَيلِنا
نُريدُ سِوى مِن آبداتِ قُراقِرِ
فَلَمّا صَبَحنا بِالمُصَيَّخِ أَهلَهُ
وَطارَ إِباري كَالطُيورِ النَوافِرِ
أَفاقَت بِها بَهراءَ ثُمَّ تَجاسَرَت
بِنا العيسُ نَحوَ الأَعجَمِيُّ القُراقِرِ
بَدَأنا بِجَمعِ الصُفَّرَينِ فَلَم نَدَع
لِغَسّانَ أَنفاً فَوقَ تِلكَ المَناخِرِ
صَبيحَةَ صَاحَ الحارِثانِ وَمَن بِهِ
سِوى نَفِرٍ نَجتَذُّهُم بِالبَواتِرِ
وَجِئنا إِلى بُصرى وَبُصرى مُقيمَةٌ
فَأَلقَت إِلَينا بِالحَشا وَالمَعاذِرِ
فَضَضنا بِها أَبوابَها ثُمَّ قابَلَت
بِنا العيسُ في اليَرموكِ جَمعَ العَشائِرِ
❖ معركة اليرموك 13 هـ
حضر (القعقاع) معركة اليرموك وكان أميراً على (كردوس من الكراديس) و هي الكتيبة وفيها ألف مقاتل وكان (القعقاع) على (كردوس) أهل العراق ومكانه في قلب جيش المسلمين وكان (للقعقاع) و (عكرمة بن أبي جهل) شرف بدء القتال فحملاً على العدو وجعل (القعقاع) يرتجز :
بهذه الأبيات :
يا لَيتَني أَلقاكَ في الطِرادِ
قَبلَ اِعتِرامِ الجَحفَلِ الوَرّادِ
وَأِنتَ في حَليَتِكَ الوِراد
ثم حمل (خالد بن الوليد) بقلب جيش المسلمين وبدا القتال بين المسلمين والروم حتى انتصرالمسلمين نصراً كبيراً وصار جنود الروم يفرون إلى (الواقصة) فقتل منهم أعداد كبيرة وقد صور (القعقاع) ذلك في شعره :
بهذه الأبيات :
أَلَم تَرَنا عَلى اليَرموكِ فُزنا
كَما فُزنا بِأَيامِ العِراقِ
قَتَلنا الرومَ حَتّى ما تُساوي
عَلى اليَرموكِ مَفروقَ الوِراقِ
فَضَضنا جَمعَهُم لَمّا اِستَحالوا
عَلى الواقوصَةِ البُترِ الرقاقِ
غَداةَ تَهافَتوا فيها فَصاروا
إِلى أَمرٍ تَعَضَّلَ بِالذَواقِ
❖ فتح دمشق 13 هـ
بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك سار (أبو عبيدة بن الجراح) إلى دمشق وحاصروها من جميع أبوابها :
• فنزل (خالد بن الوليد) ومعه (القعقاع) على الباب الشرقي من أبواب دمشق .
• ونزل (أبو عبيدة) على باب الجابية الكبير .
• ونزل (يزيد بن أبي سفيان) على باب الجابية الصغير .
• ونزل (عمرو بن العاص) على باب توما .
• ونزل (شرحبيل بن حسنة) على باب الفراديس
وقد حاصر المسلمين دمشق واستخدموا المجانيق وصمد الروم أمام هذا الحصار على أمل أن يصل إليهم المدد من (هرقل) وقد أرسل (هرقل) بالفعل إليهم الإمدادات ولكن المسلمين الذين بين (حمص ودمشق) تصدوا لهذه الإمدادات ومنعوها من التقدم إلى دمشق وقد أستمر حصار المسلمين خلال الشتاء وحدث غفلة من حرس الروم استغلها (خالد بن الوليد) وأختار عدد من الرجال الأشداء الذين من بينهم (القعقاع) لاقتحام أسوار دمشق ولما صار الليل جمع (خالد) الرجال الذين اختارهم لتسلق أسوار دمشق وبالفعل تمكن (القعقاع) ومن معه من الرجال من الصعود إلى أسوار دمشق ثم أخذو بالتكبير فكان ذلك إيذاناً بدخول المسلمين إلى دمشق وفور سماع جيش المسلمين تكبيرات (خالد والقعقاع) ومن معهم تقدموا نحو الباب وتسلق الكثير منهم الحبال التي نصبها (القعقاع) ومن معه على أسواق دمشق أما (خالد) ومن معه فقد وثبوا على حراس الباب وقتلوهم وقطعوا أقفال الباب بسيوفهم ثم فتحوه للمسلمين وقتل من الروم مقتلة ثم طلبوا الصلح من المسلمين وبعد هذ الفتح العظيم وقف (القعقاع) التميمي وهو من الفرسان الذين تسلقوا أسوار دمشق ليتحدث عن هذه المعركة ويصف فتحهم للباب الشرقي لدمشق عنوةً فيقول :
بهذه الأبيات :
أقمنا على داري سليمان أشهراً
نجالد روماً قد حموا بالصوارم
قصصنا بها الباب العراقي عنوةً
فدان لنا مستسلماً كل قائم
أقول وقد دارت رحانا بدارهم
أقيموا لهم حر الدري بالغلاصم
فلما زادنا في دمشق نحورهم
وتدمر عضوا منهما بال أباهم
❖ معركة فحل 13 هـ
لما فتح المسلمون مدينة دمشق واستسلم الروم فيها وطلبوا الصلح جاء أمر الخليفة (عمر بن الخطاب) للجيش بالمسير إلى فحل وهو موضع بالشام وكان (القعقاع) مع هذا الجيش الذي سار وحضر وقعة فحل التي انتصر فيها المسلمين على الروم وأبلى فيها (القعقاع) بلاء حسناً وعبر عن ذلك في شعره
بهذه الأبيات :
كَم مَن أَبٍ لي قَد وَرَثتُ فِعالُهُ
جَمِّ المَكارِمِ بَحرُهُ تَيّارُ
وَغَداةَ فِحلٍ قَد رَأَوني مُعلماً
وَالخَيلُ تَنحطُ وَالبَلا أَطوارُ
ما زالتِ الخَيلُ العُرابُ تَدوسُهُم
في حَومِ فَحلٍ وَالهَبا مُوّارُ
حَتّى رَمَينَ سَراتُهُم عَن أَسرِهِم
في رَوعَةٍ ما بَعدَها اِستَمرارُ
❖ خروج القعقاع من العراق مدداً لأبي عبيدة في حمص
في عام 17 هـ تجمع الروم وأعانهم أهل الجزيرة لقتال المسلمين في حمص وعندما علم (أبو عبيدة بن الجراح) بذلك أرسل إلى (خالد بن الوليد) في (قنسرين) فقدم عليه (خالد) بمن معه من المسلمين وكتب (أبو عبيدة) للخليفة (عمر بن الخطاب) بالخبر فكتب (عمر) إلى (سعد بن أبي وقاص) أن اندب الناس مع (القعقاع) وسرحهم من يومهم الذي يأتيك فيه كتابي إلى حمص فإن (أبا عبيدة) قد أحيط به وأمره أيضاً بأن يرسل جيشاً بقيادة (عياض بن غنم) إلى أهل الجزيرة الذين أعانوا الروم فخرج الجيشان من العراق وكان (القعقاع) في أربعة ألاف مقاتل لنجدة (أبي عبيدة) في (حمص) وعندما سمع أهل الجزيرة بقدوم الجيوش من العراق تفرقوا إلى بلدانهم في الجزيرة وهم لا يدرون هل هذه الجيوش تريد (الجزيرة) أو تريد (حمص) وعندما رأى (أبو عبيدة) انسحاب عرب (الجزيرة) عن الروم استشار (خالد بن الوليد) في الخروج إلى (الروم) فأيده (خالد) في ذلك فهاجم المسلمين الروم وتغلبوا عليهم وألحقوا بهم هزيمة منكرة قبل وصول المدد القادم من العراق بقيادة (القعقاع) بثلاثة أيام، وكتب (أبو عبيدة) بذلك إلى (عمر بن الخطاب) وسأله هل يدخل مدد (العراق) في الغنائم معهم، فكتب إليه (عمر) أن أشركهم فأشركهم في الغنائم (أبو عبيدة) وقال (القعقاع) التميمي شعراً في هذه الحملة التي قادها مدداً لأبي (عبيدة) ومن معه من المسلمين في حمص وأنهُ في خدمة الإسلام تحت أي ظرف طارئ
بهذه الأبيات :
يدعون قعقاعا لكل كريهة
فيجيب قعقاع دعاء الهاتف
سرنا إلى حمص نريد عدوها
سير المحامي من وراء اللاهف
حتى إذا قلنا دنونا منهم
ضرب الإله وجوههم بصوارف
ما زلت أزلهم وأطرد فيهم
وأسيرُ بين صحاصح ونفانف
حتى أخذنا جوهر حمص عنوةً
بعد الطعان وبعد طول تسايف
❖ فتح مصر
ابتداء الاتصال بين المسلمين و(مصر) بالكتاب الذي أرسله الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى (المقوقس) ملك (مصر) مع الصحابي (حاطب بن أبي بلتعة) ثم توجه جيش من المسلمين إلى (مصر) عام 18 هـ بقيادة (عمرو بن العاص) ووصلوا العريش وفتحوها بسهولة لخلو الروم منها .
ومن العريش توجه المسلمون إلى داخل البلاد وكانت أول مقاومة للمسلمين في (الفرما) حيث التقوا مع الروم في معركة شديدة استمر القتال فيها لمدة شهر ثم استطاع المسلمين الانتصار وفتحها ومنها توجه المسلمون إلى (بلبيس) ولما وصلوها قابلتهم (أرمانوسة بنت المقوقس) في جند كثير لتزف إلى (قسطنطين بن هرقل) في (قيسارية) فقاتلهم المسلمون وقتلوا منهم ألفاً وأسروا أعداد كبيرة منهم (أرمانوسة) واستشار حينها (عمرو بن العاص) عدد من أصحابه منهم (يزيد بن أبي سفيان) و(القعقاع) وغيرهم في إطلاق سراحها فوافقواعلى رأيه فبعث بها (عمرو) مع جميع ما معها إلى أبيها (المقوقس) مع أحد أصحابه .
ومن (بلبيس) توجه المسلمون إلى (أم دنين) فقاتلهم الروم قتالاً شديداً فطلب (عمرو) المدد من (عمر بن الخطاب) فأمده بأربعة ألاف مقاتل فقاتلهم المسلمون وانتصروا عليهم ثم تقدم المسلمون إلى حصن (بابليون) وكان الروم قد خندقوا عليهم خندقاً وجعلوا له أبواباً فحاصرهم المسلمون حصاراً شديداً وإبطاء الفتح على المسلمين فكتب (عمرو) إلى (عمر) يستمده فأمده بعدد كبير منهم :
• الزبير بن العوام .
• المقداد بن عمرو .
• عبادة بن الصامت .
• مسلمة بن مخلد الأنصاري .
• خارجة بن حذافة .
واستطاع (الزبير بن العوام) تسلق سور الحصن وفتح الباب للمسلمين فدخل المسلمون الحصن بعد حصار استمر لسبعة أشهر .
❖ قيل عن (القعقاع) :
(لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل ) .
إلى (سعد) : (أي فارس أيام القادسية كان أفرس وأي رجل كان أرجل وأي راكب كان أثبت) .
فكتب إليه (سعد بن أبي وقاص) :
(لم أر فارساً مثل (القعقاع) حمل في يوم ثلاثين حملة ويقتل في كل حملة كمِيّاً) .
❖ ما قيل عن القعقاع :
• من القادة المسلمين العظماء له بلاء كبير وعظيم في معركة القادسية والفتوحات الإسلامية شهد فتح دمشق وأكثر فتوح العراق وله في ذلك أشعار موافقة مشهورة .
• أحد أشهر قادة الفتح الإسلامي للعراق خلال الفترة الراشدية ومن فرسان العرب وقادتهم العسكريين شارك في معارك اليرموك والقادسية وكان بطل معركة القادسية شارك (القعقاع) في معارك الردة في قتال (علقمة العامري) .
ومن ثم توجه إلىالعراق بأمر من الخليفة (أبو بكر الصديق) وقاتل في الحيرة ومعركة ذات السلاسل وفي معركة الحصيد وفيها قتل (القعقاع) القائد (الفارسي روزماري) والقائد (روزبه) شارك (القعقاع) مع (خالد بن الوليد) في معركة(المصيخ) وأفتخر بهذا النصر كثيرًا كان دور (القعقاع) في معركة القادسية كبيرًا حيث قدم من (الشام) إلى (العراق) وشهدالمعركة في ثاني أيامها وهو من ساعد جيوش المسلمين في تفادي الهزيمة إذ أنه قسم جيشه إلى أفواج تأتي تباعًا لإيهام الفرس بأن المدد الإسلامي كبيرالعدد وبسبب قدره الكبير عندالقبائل العربية وقبيلة (بني تميم) استطاع (القعقاع) تحفيز العرب المسلمين على قتال الفرس في أخر أيام المعركة والذي سمي بيوم القادسية على الاستمرار بالقتال حتى النصر أو الشهادة وبهذا أنتصر المسلمين على الفرس بيوم القادسية بعد انتصار المسلمين على الفرس في العراق استمر تقدم الجيوش الإسلامية في مناطق فارس وقد كان دور (القعقاع) كبيرًا في فتح مدن (المدائن) و (حلوان) و (بهرسير) وقتل الكثير من قادة الفرس وحفز العرب على الثأر من الفرس لقاء ظلمهم للعرب أيام حكمهم وانتصر المسلمون في معركة (جلولاء) بمساهمة (القعقاع) وخطبه الرنانة التي قدمت للجنود الحافز المطلوب في المعركة بالإضافة إلى شجاعته وفروسيته وقتله قادة الجيوش الفارسية.
والحمد لله رب العالمين
دائما وأبدا
المرجع :
العقد الفريد
المؤلف ابن عبد ربه الأندلسي
نسخة PDF
للقراءة والمشاركة : اضغط هنا
التعليقات 2
2 pings
احمد حامد محمد جويدة
19/11/2022 في 8:44 م[3] رابط التعليق
من هم نسل القعقاع بن عمرو التميمي في مصر ؟؟؟
عبدالله
13/04/2024 في 3:11 ص[3] رابط التعليق
القعقاع من اي عائله في بني تميم