عبدالعزيز بن عبدالرحمن العيوني
الشعراء المعاصرين
الجزء الثامن
ثامنا : الشاعر / جاسم بن محمد التميمي رحمه الله .
ولد في بغداد عاش في العراق (1947م – 1994م) وتلقى تعليمًا نظاميًا في بغداد وأكمل تعليمه المتوسط ثم اعتمد على تثقيف نفسه من خلال القراءة والاطلاع والمشاركة في الملتقيات والجمعيات الأدبية . عمل في صحفه ومنشآته الثقافية ومنها جريدة اليرموك وجريدة القادسية ومجلة الجندي حتى تقاعده (1990) . كان عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين وعضو جمعية شعراء الشعب وكتاب الأغنية وعضو نقابة الصحفيين العراقيين .
شاعر مجدد ينهج نهج الشعرالتفعيلي في المحافظة على الأوزان دون القوافي والتزام السطرالشعري يعبر به عن مشاعره وخلجات نفسه المفعمة بالتساؤلات بما فيها من تحولات ورؤى لعالم يسعى لفهمه مما حدا به للإحالة إلى الرمز وما يكتنفه من دلالات تستدعي تعدد تأويلات النص والإحالات التراثية والتناصات التي تستدعي استحضار شخصيات وأحداث تاريخية تتعاضد مع بنائه النصي المعاصر له قصائد فيالتعبير عن القضايا والأحداث السياسية الجارية في عصره منها قصائده في الفاو ودفاع العراقيين عنها .
الإنتاج الشعري :
• قصائد : كتاب الشعر .
• كتاب : قصائد لملحمة الفاو .
• قصائد نشرتها صحف ومجلات عصره .
قصيدة / أعاصير
لمنبع عينيك سارية
من زمان الطفولة
تحمل
أغنية النخل ضوءا
أشاهد
فيها البراءة عشبا
وطرّادة في مياه الجزيره
يحدثك الآن همّي
عن الأغنياتِ
بوقت البكاءْ
عن الليلِ
حين يمدّ الأمان على أضلع الخائفين
نساقي نوافيرَهُ
حشرجاتِ الوجوهِ
بضحكتك المزدهاةِ
ازدهتْ
– فتياتُ الجزائرِ –
تشدو
كان ريح الهيام يموج بوجهي
ولكنني
كنت
أخفي بعينيَّ
سرَّ الغرابة والأعين القرمزيه
وبالأمسِ
حين صحوتُ
تساءلتُ
هل أن عين – الأبلّةِ –
تنكر وجهي
فمن أين آتي
بتلك التي جعلتني أغنّي
لرفّاتِ سعف النخيلِ
لخبز الكآبةِ
للجندِ
يا موجةً
من شواطي الجنوب الحبيبه
تعالي
فتفاحة الجوع صدري
وقد ساورتني المخاوفُ
واشتدّ فيَّ التحرّق
وصار الطريق بعيدًا على خطواتي الغريبه
فقد أدركتني رياح الضبابْ
تعالي
وقافلة النارِ
شدّت قلاعًا وأحزمةً من ضلوعي
وما زالَ
ذاكَ
السؤالُ الذي يحتويني
متى تستفيق الطيورُ
التي أثقلت عشّها
أغنيات الوداعْ
قصيدة / صلاة الصحوة
أغنيك يا امرأةً عاث في أرضها
التترُ الظالم والسلُّ،
وريح الأحزان وخيل الحجّاج، تغنّت رغم حصارِ
الأقدارِ،
بعينيها بشرى للميلاد، وموكبُ عرس الشمسِ،
يحثّ خطاه إليها
يرسم في جفنيها منديلَ وداعِ ونجوم لم تلثمها
أي سماء،
عانقتك يا ذاتَ الشعرِ الليليّ الرائعْ،
يا من تقفين كأسماء الشهداء،
صليبًا يتحدّى غول الموتْ،
أحبك يا امرأةً تبحر في آلات المعمل، تصبح في
عرض الصحراء مواويلاً للفقراءِ،
وأيتام العالم سيدتي
يا امرأةَ الجرح الصانعة الخبزَ، أميطي كلَّ
ستارات الدهشةِ،
عن هذا الوجه فلا شيءَ
يسمّى الخوف بهذا العصرِ،
وكوني هدفًا للرشّاشات المفتوحة، ألسنة النارِ
لتكبرَ فيك الآمالُ،
وتكبر أصوات عصافير الحب تغني
وتُذيب اللحظات الزائفة المرة،
ما بين الموت وبين المجدِ،
أحب شباب عيونك لما يمتدّ ويطفحُ،
من وجهك مخترقًا كلَّ
شوارعنا
وكنائسنا
وجوامعنا
قصيدة / أمسية في مقهى
في مقهى شعبيٍّ
كان الخوف يطارد أحزاني المنكسره
فتمطّت في ذاكرتي
صورٌ شتّى
تحمل في عينيها
ميراثًا – كلماتٍ مورقةً
كشجيرات الأرز بعيني – كلكامشْ –
من آفاقٍ مبهمةٍ
أبصر غيلانا – حيواناتٍ
وبهدأتها يكمن رواد المقهى
من يسرق سرّ الآلهة الحجريّه؟؟
وأصابعُ كفّي
فوق الطاولة المكسورةِ
نبتُ خلودٍ
وأفاعٍ
ومياه منيّه
في ذات المقهى من يومٍ آخرَ
كان صهيلٌ يركض في جمجمتي
أدركت بأن الزهر قتيلٌ في بستانٍ أعمى
فنهضت أغني
سوف أحاجج مملكة الذنب
بعيدَ مغادرتي إقليم الذاتْ
المصدر :
1 – موقع : عبدالعزيز سعود البابطين الثقافي .
2 – دراسة لصباح نوري المرزوك بغداد عام 2005م .
نسخة PDF
للقراءة والمشاركة : اضغط هنا