يوم التأسيس
أتضلع من صيرورةِ تحولاتِ هذا الوطنِ أُس النماءِ أولاً بالتوحيدِ لله عزوجل، وبالمضي على هدي رسولهِ صلى الله عليه وسلم، ثمّ جمعُ الديارِ إلى الإمامِ محمد بن سعود -رحمه الله- الذي حفظ كل هذا المكنونِ الشاسع من الاختلافِ و الشسع الحضاري تحت رايةٍ واحدة، فأصبحت البلاد والعباد على جسدٍ و قلبٍ واحد تسمعُ وتطيع وانتظم أمرُ الحياةِ على جادةِ الصلاح، فكان على إثرِ الدعوة والسير إليها وحدةُ البلادِ وتظافر العبادِ الذي أرسى عمادًا متينةً من الحُبّ، والاعتقاد الراسخ بمكنونِ التوحد كجسدٍ واحد قوامهُ فيء ربيعي ظاهر في البنيان وفي الإنسان الممتدِ في غورٍ عميقٍ إلى جوهرٍ عتيق و لعروةٍ وثقى ربيط… فها هي أرضُ العربِ منذ قديم الأزمانِ، وها هي الحضارةُ في زهوها تتمشى بين الناس وفي المحالِ وبين الكلمات ذات الرونق تنشدُ الوعي بجذرنا الأول وبمدادِ ما تزخر بهِ بلادنا من تاريخ مقروء في الكتبِ والأحافير وبالمسير، بامتدادنا الراسخ في التفاصيل قديمها وحديثها؛ حيثُ تأخذ من نفحاتِ ما مضى أُسًا للعقيدةِ والعروبةِ والإسلام وبذرةً للحداثةِ والنماءِ والسلالةِ التي تحملُ في لبها معدنَ اللقاءِ والاتفاقِ وجوهر التأسيسِ، حيثُ توسعِ الدرعيةِ وامتدادها بنسقٍ خالصٍ، وتحوّلها لنهجٍ وطريقة حياة فريدة بقيّ منها من الشواهدِ و الفرائدِ، والحكم و العبر، والمؤلفاتِ والمكتبات الكثير الذي يدللُ على سعي متصاهرٍ مع الكيانِ الذي يعودُ إلى مشربهِ السعوديون برضًا واطمئنان.
يرسمُ هذا اليوم الاجتماع الميمون لتأسيس الدولةِ ذات العمادِ المتين، والزهو الحضاري والعلمي المكين الذي تبع ذلك في الدرعية، وفي وشيقر، وفي عنيزة وغيرها من البلاد النجدية حيثُ دب الازدهار في أوصالها، وانتعشت ربيعًا في النفوسِ لا مثيل له، وامتد هذا الأثر ليعم الارجاء السعودية في ديارِ الحجازِ وما يليها وفي الشرقِ والأحساء، والجنوب الجميل، والشمال الصقيل وكان أن لُمت إلى جسدِ الدولةِ الظفورة بالمنجزاتِ السامقة المناحي بما تحملهُ من معانٍ وتصوراتٍ خاصة، فأصبحت الديار بما تمتاز بهِ تتبع الراية التي رفعت اسم الله عاليًا، جامعةً كل التفاصيل الفريدة للسدّة علوًا وتميزًا.
يومٌ يحسسنا شدّ الرحالِ إلى الغايةِ الأسمى، حيثُ حضينا بوطنٍ زخّار، فياضًا معطاءً وبالبذلِ لا يُسامى، فشكرًا لله أن وهبنا وطنًا مخضبًا بالعزةِ والجلال و مُنورًا بالأماكنِ المقدسة بيت الله الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
يوم التأسيس، يومٌ بُذرت فيهِ المعالي فآتت أكلها شعبًا حاضرًا قد تسّامى وعلا، وتضافرَ و جلَّ، ومدّ بالبصرِ للغايةِ عنانَ السماء فحصدّ ما زرع وزادَ مما لديهِ كمالاً وجمالاً …لقد بثّ الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشرفين في النفوسِ موضعًا حسنًا مرسيًا شكلاً للحياةِ يرتبط فيه الماضي بالحاضرِ كيانًا واحدًا، وتذكيرًا بالشكرِ على هذهِ النعم التي أعطانا الإله عز وجل فالحمد لله أولاً وآخرًا، وحفظ الله ولي أمر البلاد الملك سلمان و ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
هيثـم بن محمد البـرغش، محامٍ ومستشار قانوني .
التعليقات 1
1 pings
عبدالله
21/02/2022 في 9:43 م[3] رابط التعليق
انا اخوكم عبدالله التميمي من الاردن اخولني اي احد مؤرخ من بني تميم اذا سمح يتواصل معو ضروري جدا جدا