بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمــــــــــة
قبيلة بني تميم في جميع عصورها ينشأ منها مجموعة كبيرة من الأئمّة والعلماء في كل المجالات والصالحين تَميَّزَت بالحِلم والحكمة والشجاعة وإظهار كل ما لديها من علم وفكر وتميز .
هذا الملخص يتضمن سيرة شخصية تميزت بالذكاء وميلها وحبها للعلم وتميزت بتنظيم العمل المصرفي الإسلامي وتميزت بعلمها وفكرها وحنكتها وجهدها والدعوة إلى الله والزهد وحسن الخلق والتفاني في أعمال الخير .
المتميزين من قبيلة بني تميم الجزء التاسع
تاسعا : معالي الشيخ / صالح بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحصيِّن التميمي
الميلاد :
1351هـ .
وفاتــه :
1434هـ .
نسبه :
الشيخ صالح بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحصيِّن الناصري التميمي .
ســيرته :
• ولد في شقراء سنة 1351هـ –1932م
انتقل للدراسة بدارالتوحيد بالطائف ومكث فيها من(1366هـ إلى 1370هـ) حيث درس على الشيخ (عبدالله بنصالح الخليفي) .
• تلَّقى العلم على يد إمامين من أئمة المسجد النبوي الشريف .
• الشيخ (عبدالمجيد حسن جبرتي) الذي ولد ونشأ في الحبشة .
• الشيخ (محمد ثاني علي) الذي ولد ونشأ في نيجيريا .
• على يد أحد أئمة الحرم المكي وهو الشيخ (محمد أمين فودة) .
• حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ (اسحق كردي) .
• تخرج من كلية الشريعة عام 1374هـ 1955م وحصل على المركز الأول وبرغم توفر الوظائف وكثرتها بالنسبة لمن يحصل على ما حصل عليه إلا أنه انصرف عنها .
• ذهب إلى (مصر) والتحق بمعهد (الدراسات العربية العالية) ودرس على الأستاذ (عبدالرزاق السنهوري) (أبو القانون) الذي كان له دور بارز في افتتاح ذلك المعهد فحصل على درجة (الماجستير) سنة 1380هـ 1960م.
• درس اللغتين الإنجليزية والفرنسية وألمَّ بهما .
• سافر إلى باريس لإكمال دراسته العليا لولا أنه رجع بعد عام للعناية بوالدته .
• بدأ حياته العملية بالتدريس .
• أصبح مستشاراً قانونياً في وزارة (المالية) .
• رئيساً لهيئة (التأديب) سنة1390هـ 1970م .
• وزير (دولة) وعضواً في مجلس الوزراء ورئيس مركز الملك (عبدالعزيز) للحوار الوطني .
• عضواً في المجلس الأعلى (للدعوة والإرشاد) .
• عُين الشيخ عضوًا في مجالس خمس (جامعات) بالمملكة .
• مشرفاً على هيئة الخبراء (بمجلس الوزراء) .
• أحيل إلى (التقاعد) عام 1395هـ .
• عُين رئيساً عاماً لشؤون (المسجدالحرام والمسجد النبوي) بمرتبة (وزير) في ذي الحجة عام1422هـ .
• توقف عن العمل الحكومي لمدة (20) عاماً تقريباً، ثم عاد لمزاولة العمل الحكومي بعد تكليفه بالرئاسة العامة لشؤون المسجدالحرام والمسجد النبوي عام1422هـ .
مؤلفاته :
* (خواطر حول المصرفيّة الإسلاميّة) والتي بيّن فيها أنّ مايسمّى المصارف الإسلاميّة أخفقت في تحقيق غايتها في القضاء على الرّبا بل هي في الحقيقة قد ثبّتَتْه وضمنت بقاءه بتحايلها على الرّبا .
* كتاب العلاقات الدولية بين منهج الإسلام ومنهج الحضارات المعاصرة .
* كتاب الأقليات المسلمة في مواجهة فوبيا الإسلام .
* كتاب محمد أسد في الطريق إلى مكة.
* وصايا للنبيّ (صل الله عليه وسلّم) في المئة يوم الأخيرة من حياته الشريفة تضمن 15 وصية.
* كتاب التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب رؤى تأصيلية في طريق الحرية.
عدد من البحوث والدراسات منها:
* تجربتي في الحوار مع الآخر .
* هل للتأليف الشرعي حق مالي .
* هل في المملكة العربية السعودية حرية دينية .
* في ذكرى أفظع جريمة إرهابية .
* الافتراش في المشاعر .
* التواصل بين الحجاج .
* تعليق عن الاستدامة البيئية .
* الهيئات الشرعية الواقع وطريق التحول لمستقبل أفضل .
* هناك بحوث ومقالات ولقاءات ومحاضرات متاحة على شبكة الإنترنت.
* جمع المحقق رائد (السمهوري) أعمال الشيخ في كتاب واحدأسماه (الأعمال الكاملة) لفضيلة الشيخ (صالح بن عبدالرحمن الحصين ) .
نشاطات معاليه :
• أبرز موقع جائزة الملك فيصل أن الشيخ (صالح الحصين) ظل مساهماً بنشاط كبير في مجال (المصرفية الإسلامية) وذلك من خلال كتابة المقالات وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات في محاولة منه لتصحيح مسا رالمصارف الإسلامية ومقاومة انحرافها عن وظيفتها الأساسية حسب ما رأى وهي التعامل بالنقود لا في النقود كما رسمها المنظرون الأولون للمصرفية الإسلامية ولكي تحقق المبادئ القرآنية للتعامل في المال بأن يكون قياماً للناس وأن لا يكون دولة بين الأغنياء منهم وألا يُظلم فيه الناس ولا يظلمون .
• كما أن لمعاليه دوراً مهماً في دعم التعليم فقد كان عضواً في المجالس العليا لعدة جامعات سعودية كما ذكرنا .
• عرف عن معاليه بالإضافة إلى علمه الشرعي الغزير وعمق فكره الحصيف والتفاني في عمل الخير الزهد عن متاع الدنيا وحُسن الدعوة إلى الله متواضعاً في تعامله مع الآخرين محبباً إليهم .
• في مجال الدعوة له دور لا ينكر في التنبيه على التمسك بالتعاليم الإسلامية المبنية على الحق والعدل والمساواة والدعوة للوسطية في الإسلام وحسن التعايش بين المسلمين وغيرهم ولا يخفى دوره المحمود في أعمال البر .
• شارك في تأسيس عدد من المؤسسات الخيرية الإنسانية وإدارتها ومنها :
• جمعية المدينة المنورة للخدمات الاجتماعية .
• مؤسسة المستودع الخيري بالمدينة المنورة .
• الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي عُرفت بنشاطها الكبير في مجال العمل الإنساني العالمي .
• اختاره الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد رئيساً لمركز الملك (عبدالعزيز) للحوار الوطني عام1424هـ وقد عقد المركز إبان رئاسته 5 لقاءات وطنية للحوارالفكري كان آخرها بعنوان (نحنوالآخر) وأقيم في مدينة أبها .
التكريم :
• مُنح معاليه جائزة الملك فيصل العالمية لعام 1426هـ 2006م في دورتها التاسعة والعشرين مناصفة مع الشيخ (يوسفالحجي) من دولة (الكويت) الشقيقة تقديراً لدوره في إبراز صورة الإسلام الصحيحة وإسهامه الفكري في تصحيح مسار المصارف الإسلامية بما يوافق أحكام الشريعة ويجاري التطور في مجال الاقتصاد إضافة إلى كونه مثلاً أعلى في تعامل المسلم في التواضع وكرم الخلق .
• تقديراً للشيخ وإنجازاته أعلن (فيصل بن معمر) الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني اعتزام المركز إطلاق مشروع توثيقي يرصد الإنجازات الكبيرة التي حققها الشيخ(صالح الحصين) رئيس اللجنةا لرئاسية للمركز بهدف التعريف بجهود الفقيد في مجال تأسيس المركز ونجاح الدور المطلوب منه .
لحالته الصحية :
في العام 1433 هـ استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله)(رحمه الله) لرغبته في ترك الإشراف على شؤون الحرمين الشريفين نظراً لحالته الصحية والتفرغ للعبادة والدعوة والدراسات إضافة إلى كونه عضوًا بهيئة كبار العلماء .
اهتمامه بالعمل الخيري :
معاليه مهتماً بالعمل الخيري والإنساني داخلياً وخارجياً ولديه مشاركة فاعلة فيه خاصة من خلال مايلي :
❖ رئاسة مجلس مؤسسة الوقف الإسلامي ويعد معاليه من أكثر المساندين للعمل الوقفي والحرص على تصحيح مسيرته وتحسين أدائه .
❖ تولى رئاسة عدة جمعيات خيرية وهيئات شرعية منها رئيس جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية .
❖ رئيس الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى (عناية) .
❖ رئيس الهيئة الشرعية في قناة المجد الفضائية .
ما قيل عن معاليه ورثائه :
وضح د. (سعد العتيبي) في مقالات له بعنوان (صالح الحصين) المفكّر الإسلامي الحقوقي المصلح كيف أن الشيخ تعمّق في دراسة كثير من المفاهيم والمصطلحات والمشكلات ما جعله يكشف عن رأيه مهما كان الرأي المخالف له كما أن وضوح الفكر الإسلامي وشموليته لديه جعلته مستحقاً وصف المفكر الإسلامي أو الشخصية الكفء التي تتبنى مصادر الإسلام وتنطلق منها وظهر ذلك جلياً في قوته دفاعًا عن الإسلام وفي تعبيره عنه كما ورده من مصادره فهو يتحدّث عن الإسلام حديث المؤمن المعتزّ به لاحديث المتذبذب المعتذر عنه وأشار (العتيبي) أيضاً إلى أن قوّة الحجّة لدى الشيخ مكنته من ردّ الشبهات وتفنيد المغالطات فهو ذو علم وفقه وسعة ثقافة وعمق خبرة قلما تتوفر في شخص واحد وأن الشيخ (رحمه الله) أكد غير مرة أهمية الردّ بالحجج القوية وخطورة الاعتماد على الردود التبريرية الضعيفة خاصة إذا خالفت الحقيقة حيث يقول (رحمه الله) إن استعمال حجج ضعيفة هوأسوأ من عدم إيراد أي حجج مطلقاً فوق أنه تشويه للحقائق على أرض الواقع .
ذكر عدد ممن عاشوا مع الشيخ وتعاملوا معه مناقبه وخصاله العديدة :
الشيخ (عبدالله بن عبدالمحسن التركي) الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي إن الشيخ (صالح الحصين) واحد من أبزر علماء الأمة الذي شارك في أغلب مؤتمرات الرابطة بعلمه وفكره وحنكته وجهده وكان يثري تلك المؤتمرات بما لديه من علم .
وصف الدكتور (راشد الراجح) وفاة الشيخ (الحصين) بالفاجعة فهو الرجل الذي خدم الدين والوطن وكان من خيرة الرجال وأنصحهم وأصدقهم وأقومهم وأنقاهم فقد عمل معه عن قرب في مركز الملك (عبدالعزيز) للحوار الوطني ومكثا فيه (10) أعوام في خدمته فلم يصدر منه ما يكدر الصفو .
قال : عنه الدكتور (عبدالله فدعق) عرفت فيه الأصالة مع المعاصرة والصمت الحكيم وتقدير الناس والزهد الحقيقي .
المهندس (عبدالعزيز حنفي) أن الشيخ (صالح الحصين) يسبق عمله حديثه إضافة إلى تواضعه وزهده وحب الناس له .
الأمين العام للمركز (فيصل بن معمر) أن الشيخ (الحصين) رجل مختلف العمل الخيري والاجتماعي والإنساني لديه أكثر متعة من العمل الرسمي وقلة هم أمثاله في سلوكه وقناعاته فقد أسس (رحمه الله) مدرسة في نكران الذات حتى أجمع الأغلبية على أنه شخصية تستحق الاحترام من أبناء هذا الوطن .
رصد أستاذ التاريخ الدكتور (عبداللطيف بن محمد الحميد) ملامح من حياة الشيخ (صالح الحصين) وآراء شخصيات عديدة فيه والجديد هو ما ذكره عن والده (رحمه الله) الشيخ(عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحصين) المولود في شقراء عام 1306هـ حيث نشأ فيها وقرأ على علمائها ثم عُين رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف في شقراء وكان له أعمال في الخير يتلمس حاجة المحتاجين والأرامل والأيتام ويجهز الأموات لذا لقب بأبي الفقراء مع ما اتصف به من طاعة وعبادة وبشاشة وكرم وسماحة نفس وانتقل الوالد لاحقاً إلىالرياض ثم إلى المدينة المنورة وهناك تفرغ للعبادة والمجاورة في المدينة المنورة توفي (رحمه الله) في شعبان عام 1386هـ ودفن في البقيع وله أبناء فضلاء منهم الشيخ (صالح الحصين) .
الدكتور (عبداللطيف الحميد) ينقل ما قاله الدكتور (عبدالرحمن الشبيلي) عن الشيخ من أنه يلم بالإنجليزية والفرنسية وأنه عُرف بغزارة علمه ومعلوماته وبالفكر المتزن المستنير وبالاجتهاد والزهد بعيداً عن مغريات الدنيا ويذكر (الشبيلي) أن المشاركين في ندوات الحوار الفكري ذكروا أنه كان من طبع الشيخ الجنوح إلى الصمت مغلباً أن يحتفظ بآرائه ليبديها عند الطلب وأن من عادته تلطيف مداخلاته بالطرف والأمثال ومراعاة توجه الأغلبية في الاجتماعات الإدارية التي يحضرها كما أنه رجل دقيق في مواعيده حريص على حضور الاجتماعات أينما كانت وكثيراً مايسافر ويعود في نفس اليوم إذا ذهب للمشاركة في اجتماع ما ويتنقل بالدرجة السياحية ولايرغب في تكليف أحد بأن يرافقه أو يخدمه أو يستقبله لقد كان مدرسة لتعليم نكران الذات في وقت طغى فيه الكبرياء وعظمة الإنجازات الشخصية .
يروي الكاتب (زياد الدريس) ممثل المملكة لدى (اليونسكو) موقفاً حدث مع الشيخ عندما قابله بعد خروجه من صلاة العشاء في الحرم المكي جهة باب الملك (عبدالعزيز) فسلم عليه وأمسك بيد الشيخ فأمسك الشيخ بيده وسلكا طريقاً جنوباً باتجاه أجياد ثم ارتفعا إلى اليسار جهة جبل المصافي وسارا يمنة ويسرة في ارتفاع الجبل ودخلا في حارة يقطنها البخاريون وأخبره الشيخ أنه معتاد على الذهاب والإياب في هذا الطريق الوعرالمتعرج الذي تتسرب المياه في وسطه ثم وصلا إلى باب العمارة أعلى الجبل التي فيها شق ةالشيخ حيث ذهل من زهد الشيخ في الدنيا فهو الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ويسكن في أعلى جبل شاهق على بعد أكثر من نصف الكيلو متر عن الحرم وفي حارة شعبية ولم ير الكاتب ذلك إلا إمعانًا في الزهد وطلبًا للثواب .
ذكر الدكتور (محمد بن فهد الفريح) أن الشيخ (صالحالحصين) من أعلم الناس بالأنظمة والقانون بل كان يُعدُّ الرجل الثالث في العالم العربي والإسلامي من هذه الجهة بعد (السنهوري) و(محمد يونس) من بنغلادش الذي حصل على جائزة نوبل، بل يرى البعض أن الشيخ (رحمه الله) قد فاق أستاذه (السنهوري) كما يفهم ذلك مما أورده الشيخ في استدراكه على أستاذه في الخواطر حول المصرفية الإسلامية وكان للشيخ اجتهاد في وضع بعض الأنظمة كنظام الصندوق العقاري كما كان العضو الأبرز في المشاركة في وضع أكثر الأنظمة في ذلك الوقت .
بحوث اقتصادية متميزة :
* يعتبر معاليه أبرز وأنشط مَن عمل بصحيفة (الرياض) في أول نشأتها مع (ناصر المنقور) والتي أنشأها المؤرخ (حمد الجاسر) حيث كانت تطبع (بمصر) وله بحوث رصينة في مجال الاقتصاد الإسلامي وقدرته على استيعاب تطورات الاقتصاد العالمي الحديث واكتسب المعرفة في الاقتصاد من خلال اهتماماته الشخصية وقراءاته الذاتية وأسهم بخبراته القانونية في تأسيس صندوق التنمية العقاري لنظرته الاقتصادية الصائبة وتولى رئاسة مجلس إدارة الصندوق .
* ذكر الشيخ ( صالح الحصين) في كتابه (خاطرات حول المصرفية الإسلامية) بأنه تتلمذ على (السنهوري) لمدة سنتين في مادة الفقه المقارن وتلقى عنه دروسه التي كان يلقيها واشترك في الجلسة الأسبوعية التي ظل (السنهوري) يعقدها طوال تلك المدة باسم حلقة بحث ويقصر حضورها على بضعة طلاب لبحث موضوعات في الفقه المقارن بطريق المناقشة الحرة .
رأي في الزهد :
سئل معاليه عما يراه الناس من تعارض بين التحبب إلى الزهد ودعوة (الله) عباده إلى إظهار النعمة فأجاب :
بأنه ليس هناك تعارض مذكراً بقول (ابن تيمية) عن زهد (رسول الله) (صل الله عليه وسلم) الشاكر لنعم ربه لا يرد موجوداً ولا يطلب مفقوداً) فبهذه المعادلة يزن الإنسان بين زهده وشكره كما أن الإنسان الرشيد يستهلك من أمواله مايحتاج ثم ينفق ما بقي لمستقبله الذي أمامه ليس مستقبل الدنيا فحسب بل الآخرة .
الوظائف الحكومية :
• عمل مستشاراً قانونياً في وزارة المالية بعد أن ألح عليه بعض زملائه وأخذوا ملفه وقدموه وقد ذكر الشيخ أن كل الوظائف التي تقلدها وعيّن فيها كانت مبادرةً لم يسع إليها وبها من الإلحاح الأدبي الكثير بداية من أخذه من مقاعد الدراسة بكلية الشريعة ليكون مدرساً في المعهد العلمي حتى منصب وزير في عهد الملك (فيصل) (رحمهما الله) كلها كانت دون إرادته ورغبته وكان يحاول في التخلص من منصب الوزير طيلة (3) سنوات حتى تشفع بالأمير (مساعد بن عبدالرحمن) (رحمه الله) فأعفي بعد ذلك وكان مخلصاً وناصحاً (رحمه الله) لدينه وولاة أمره وللمسلمين قال مرة للدكتور الفريح : (إني لاأدعو لهذه الدولة وولاة أمرها في كل صلاة بل أدعو لهم في كل سجدة من سجدات صلاتي ) .
الشفاعة لأصحاب الحاجة:
كان (رحمه الله) يشفع لكل أحد بل كان يشفع لأفراد وجماعات مع علمه أن بعضهم يستغلّه لكن الحياء جعله لا يرد أحداً فلا يُـحصى عدد الشفاعات التي كتبها ويلاحظ أنه مع ذلك لم يشفع لأقاربه الأقربين شفاعة في أمور طلب الوظائف أوغيرها من الأمور بل لم يكتب طلباً لنفسه أو طلباً لأي من أقاربه وكان يذكر مقولة ابن تيمية (رحمه الله) كقاعدة ونظام للأفراد والجماعة والدول لا يجوز الإخلال به وهي: (العدل واجب لكل أحد على كل أحد في جميع الأحوال والظلم لا يباح شيء منه بحال) .
وفاته :
في يوم السبت الموافق 1434/6/24 هـ نعى الديوان الملكي معالي الشيخ (صالح بن عبدالرحمنالحصين) الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقاً عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الرئاسي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي توفي بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز (82) سنة وأديت الصلاة عليه عقب صلاة عصر اليوم التالي بجامع الراجحي (بالرياض) حيث كان معاليه قد دخل العناية المركزة بمستشفى (الحرس الوطني) بعد تدهور حالته الصحية وأمَّ المصلين عليه سماحة الشيخ (صالح اللحيدان) وأدى الصلاة عليه جمع من المصلين (رحمه الله) رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته .
والحمد لله رب العالمين
دائما وأبدا
المرجع :
1 – أوكيبيديا .
2 – جريدة الرياض .
نسخة PDF
للقراءة والمشاركة : اضغط هنا