الشعراء المعاصرين
الشاعر : عبد الله بن صقيه التميمي رحمه الله :
شاعر سعودي ولد عام 1356 هـ ببلده الصفرات بمنطقة المحمل في بلاد نجد .
بدأت عليه علامات النبوغ والفراسة منذ الصغر حيث يتصف بقوة الحجة والمنطق والحافظة ويعتبرمرجعاً مهماً في الأنساب ومن فحول الشعراء في هذا العصر ومرجعاً في كثير من أحداث العربالخالدة يقول الشعر بجزالة وينثرالملاحم بكفاءة ويحفظ المطولات الكبيرة ويستظهر الكم الكبير من أخبار العرب ووقائع التاريخ وبخاصة قبيلته الكريمة التي يتبوأ أبو علي فيها منزلة مرموقة ويعتبر لسانها المعبر عن مآثرها ومفاخرها وله إسهامات في برنامج البادية بشعره وقصائده ومحفوظاته .
بدأ ينظم الشعر الشعبي عام1372هـ وصدر له أول ديوان عام1388هـ وله ملاحم شعريه تمجيداً بقبيلته تميم وهو من كبار شعراء قبيلة بني تميم في الوقت المعاصر .
ومن فحول شعراء النبط له كتاب بني تميم بين الجبلين وهو يعمل سابقا رئيسا لهيئة الامر بالمعروف في بلدة الصفرات في المحمل .
وهذه مختارات من أشعره رحمه الله :
تميمي يطهن بحربة دناياه
عظم رقبة ما هي عزوة حلايف
قبيلة ماهي بـ(لفو) ملزاه
يشهد لها بالطيب كل الطوايف
مثل الجبال اللي بنجدً مرساه
نوايف يزمي وراها نوايف
ومن أقواله في قومه :
الصافنات الموغرات المرهمات
حنا اليا حل البلا فرسانها
و حنا اللوايح بالبيوت العامرة
وحنا اليا رد البرا عمدانها
وحنا (عصا موسى) اليا حمي الوطيس
تمشي وتلقف ما صنع كهانها
يبكي علينا ولا نبكي على موتة شهيد
من مات عله في فسيح جنانها
هذه أبيات من قصيدته المطولة في وقعة الوديعة وتعتبر مفخرة فهدفها ومضمونها واضح وقال مادحاً :
يابن من بكاه السيف والدرع والفرس
عبد العزيـز اللـي بناهـا وخلالهـا
وإخوانك أهل البأس كسابة الثنا
عند اللوازم والمهمات تلقاها
وبني عمك الادنين إلى اشهوهب الفلك
وسيلة هل العوجا تنخوت بعوجاها
جناحينك اللي لي عتزيت تفلها
بهم طويلات الشواهيق ترقاها
وهذه قصيدة قالها في الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التميمي أميردولة قطر الشقيقة وقد ألقاها على سموه في مكتبه يوم الثلاثاء الموافق 17/1/1425هـ .
دّيـت ذكـر الله علـى كـل قـاف
الخالـق ألـلـي بالمخالـيـق روّاف
وأخـلاف ذا يالـي حماكـم يخـاف
تميمي لاختف من خـاف مـا خـاف
ياشيـخ جدانـك ربيـع الضـعـاف
مزبان من قلبه من الخـوف رجـاف
أنشهـد إنـك وافـي نسـل وافــي
من سلسلة ليـث بالأكـوان ينشـاف
قاسم مرو السيـف هيـف الهرافـي
مقعد صغى العيـال للمـال متـلاف
يا لحنظلي يالريـف وقـت الجفـاف
يالصيرمـي يلـي للأمجـاد ميـلاف
جدك خرج من حي أشيقـر اسنافـي
بخيل إلى رد البرى ترجـف ارجـف
معـرب الجديـن ماهـوب هـافـي
حامي حمى الدوحة وبحره والاريـاف
وقد شارك في ندوة التراث الشعبي لعام 1405هـ الجنادرية (1) وكان لها وقع مميز وفعال .
ومن الأمثال والحكم :
البارحه ممسيت نومي على الكوع
من علةٍ فيها الروابع تضيعي
القلب كنه بالمعاليق منزوع
وأنا أحسبن صدري لقلبي وسيعي
لوصحت بأعلى الصوت مانيب مسموع
مثل المدوّه للذويد القطيعي
دنياً تقلب ماعرفنا لها طبوع
ميلاتها منها يشيب الرضيعي
إليا صفت ساعه تكدر لك سبوع
لوتبي تعدل ميلها ماتطيعي
يذل من نكباتها وافي البوع
ترفع مواضيعٍ وتاضع رفيعي
صكاتها تجعل صعيب الملا طوع
وغاراتها تأتيه مع كل ريعي
وقال :
ما يرتجى من قاصر الشبر فزعة
ولا ينشكى حالٍ على غير عارفه
بيت الردى لو شيَّده راعي الردى
لابد جدرانـه عليـه متقاصفـة
جلوسك مع من لا يفيدك مجالسه
تقضي حياتك والهموم مترادفـة
وله أقوال يتميز فيها ويسمو ويشدك إليه في هذه الأبيات :
والخلق خاطبها بقـدر عقولهـا
واشكر كريـم للسبيـل هـداك
وان جاك من سود الليالي ضدة
لا تنس مكـن بالالـه رجـاك
من لا يعزك لا تناظر خاطـره
بعه برخصٍ عقب غال شـراك
العز في الشيمة وترك المعرضة
والفعل لا من الخصيـم بـلاك
والفعل لا من الخصيـم بـلاك موتك على عزٍّ ولومـا تدفـن
سحم الضواري يمعطن اشـواك
اعز مـن تبقـى ذليـلٍ ساعـة
بجـوار نـذلٍ قاصـرٍ يرهـاك
ويستعمل هذا الأسلوب في كثير من شعره :
أكبر خطا ياللي تعرف المخطية
البس يشبـع والنمـور جيـاع
نْمورٍ عن الخنعة تعز نفوسهـا
مهيب تخدعهـا العـدا بلعـاع
حفاظة الشيمة مهدية الصعـب
ساس العروبة والنفوس رفـاع
وكـذلـك :
إن كان ما تحمي الأسود لحومها
صارت لسودان الوجيـه متـاع
وكـذلـك :
ياللي ترى انك بزعمك من حلاحيل الحلاحيل
أشوف لك مع طريق مظلـم جيَّـة وروحـه
دع ما يريبك إلى مالا يريبك واجدع الشيـل
لا تشتقي في محيط يدهلـن الـورق دوحـه
إلى وردت العدود فلا تمس الحبـل بالحيـل
ما كل بيرٍ محوصك يسلمن من قص صوحه
أنا نذيرك ولا ابغى منك عن نصحي مناويل
لا تركب المركب اللي هزَّت الامواج لوحة
ويؤثر عليه كثيراً ما يحصل من البعض وزمانه فيظهر ذلك واضحا في شعراً لاذعاً موجعاً :
اليوم الاذناب صارت من غرابيل الدهرروس
اللي منوَّل بمخصبة القـرى تشحـذ قراهـا
الناس صارت بتالي وقتها ناحس ومنحـوس
معاد والهل تطيب قلوبهـا مـن كثـر داهـا
لولا الكمام أصبح اللي يدعي بالفرس مفروس
يا كثر ناس إلى بحث الكـدا تشبـه نساهـا
وكــذلك :
الله مـن عـيـن تـهـل اعبـارهـا
النـوم فـي جنـح الدجـى مازارهـا
الـى عذلـت العيـن عيـت لاتنـام
ماغيـر اعالجهـا بنظـم اشعـارهـا
حمـر محاجرهـا مـن الدمـع الغزيـر
لى هـل يسقـي مملاحـات ديارهـا
بكي علـى فرقـا مدابيـس الظـلام
صـار العـوض بليوثهـا سنـارهـا
تغرضـت شبـه الثعالـب للنـمـور
والبوم باتت فـي وكورهـا احرارهـا
كرم من سمع ركـاب الحميـر
بالفـارس المغـوار ســوّ مهـارهـا
قطعك دنيـا شيبـت راس الرضيـع
اوزت كثيـر كبـارهـا لصغـارهـا
اذويت غصـون زاكيـات مثمـرات
واحيـت غصـون ماتـذاق اثمارهـا
عادتهـا دايـم علـى الطيـب تميـل
الله يكافيـنـا شــرور اخطـارهـا
تعادلـن عنـدي حياتـي والمـمـات
من يـوم عيـب الـدار جا بجدارهـا
وكــذلــك :
يابنت ياللي كنها قايد الصيد
صيد طيور القنص ماذيرنه
ياغصن موز ناعم في ذرا غيد
بالصيف ناشية الروايح سقنه
وفي القهوة :
قم يا وديع السين والدال واعيهـا
يا اللي طوابير المعـادي تناحيهـا
احمس من البن المنقا على الغضـى
اوصيك بالتركيد يا اللي تسويهـا
اصحى تحركهـا بيكثـر سريبهـا
ولا تجي نيـه تمـرر حلاويهـا
عن الجمر شطرها إلى فاح ريحهـا
يلزمك يا قـرم الولايـد تحاظيهـا
وفي نجر ما وقـدر شبريـن دقهـا
حسه يجيب اللي تكسـر عزاويهـا
لقـم ببغداديـة كـن عنقهـا
عنق المهـاة المستحسـة براميهـا
وفـاته رحمة الله عليه :
توفي ابن صقيه يوم الإثنين السادس والعشرين من شهر رمضانعام 1436هـ (2015م) .
المراجع :
نسخة PDF
للقراءة والمشاركة : اضغط هنا