من بلاد العرب الضائعة ومن تاريخنا العربي الإسلامي اللذي ضاع
غزوة روما الغزوة التي اضاعها المسلمون حيث قام بهذا الغزو الأغالبة العرب المسلمون لروما وكان بمثابة عملية عسكرية قام بها الذين ينتمون لدولة الأغالبة في شهر صفر من عام 232 هـ في أيام الأمير أبي العباس محمد بن أبي عقال الأغلبي التميمي ، رابع أمراء الأغالبة حكم من سنة 226هـ-841م إلى سنة 242هـ-856م. لم تكن لهذه الغزوة أية أهداف توسعية ، وإنما كانت أهدافها هي إضعاف النفوذ العسكري الصليبي البابوي ، وإظهار النفوذ العسكري الإسلامي المتزايد للأغالبة في إيطاليا أو ما كان يعرف لديهم بالبرالطويل
وحيث قام جنود الاغالببين بغزو الأراضي البابوية ، حيث أنزلوا على ساحل أوستيا الإيطالية Ostia قواتٍ هزمت القوات البابوية الموجودة فيها ، ثم إن المسلمين ركبوا نهر التيفر أو التيبر ، و هو ثاني أطول نهر في إيطاليا ، يبدأ من سلسلة جبال توسكان ويتدفق جنوباً ، وفي نهايته يعبر روما قبل أن يصب في البحر المتوسط في منطقة أوستيا
وبركوبهم نهر التيبر تمكن المسلمون من الإغارة على ضواحي روما ذاتها . حيث وصلوا الى روما و إثر وصولهم لها لم يقم المسلمون بمحاصرتها أو بمحاولة فتحها ، حيث كانت أسلحتهم أسلحة خفيفة ، ولكنهم هاجموا الأحياء المحيطة بها
و( من ضمنها حي الفاتيكان ) ، والتي كانت تقع خارج الجدار الأورلياني آنذاك ، وعاد المسلمون بالغنائم من كنائس القديسين ومن تلك الأحياء المحيطية للمدينة ولكنهم لم يدخلوا المدينة نفسها . و كان من بين ما غنموه تابوتاً من فضة من كنيسة مار بطرس ؟. ويذكر أيضاً أن المسلمين حاصروا قلعة القديس آنج في غزوتهم المذكورة على روما في تلك السنة .
كما يشير شكيب أرسلان إلى أن المسلمين غزوا سواحل سيفيتة فكشيا بقرب روما قبل ذلك التاريخ بسنوات عدة و تعتبر غزوة الأغالبة لروما سنة 232 هجري بمثابة عمل عسكري يهدف إلى إظهار النفوذ العسكري المتزايد لدولة الأغالبة الإسلامية على حساب النفوذ العسكري لللدولة البابوية في شبه الجزيرة الإيطالية ،
لكن للأسف لم تكن هذه العملية العسكرية عملاً بهدف الفتح وترك الحاميات العسكرية الإسلامية فيها ، حيث اكتفى الأغالبة في غزوتهم تلك بالأسلحة الخفيفة دون ورود ذكر لقيامهم بأي حصار أو أي استعمال لأسلحة ثقيلة في ذلك الزمن
والجدير بالذكر أن الأغالبة أو ( بنو الأغلب هم سلالة عربية من بني تميم حكمت في شمال أفريقيا شرق الجزائر وتونس وغرب ليبيا مع جنوب إيطاليا وصقلية وسردينيا وكورسيكا ومالطة. اتخذوا من القيروان عاصمة لهم ، واستمر حكمهم من 184هـ 800 م -296 هـ ( 909م).
ومؤسس دولة الأغالبة هو إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال التميمي ، الذي استقل بولاية أفريقية عن الدولة العباسية سنة 184 هجرية ، ومؤسس دولة بسطت نفوذها حتى سقوطها على يد الفاطميين العبيديين اللذين تحالفوا مع الصليبيين لاسقاط الممالك الإسلامية .
حيث اشتهرت هذه الدولة باهتمامها بالجهاد البحري ، فأنشأت أسطولاً قوياً تمكنت بفضله من فتح جزيرة صقلية بقيادة القاضي أسد بن الفرات وذلك في عهد أميرها الثالث زيادة الله بن إبراهيم سنة 212 هجرية . وبعد صقلية ، انطلق الأغالبة نحو إيطاليا ، فهاجمت قواتهم مدينة برنديزي سنة (221هـ )
وقد عانت البابوِية كثيرا حيث ازداد ضغط المسلمين على الشاطئ الغربي لإيطاليا المطلِ على البحر التيراني بفعل غارات إسلامية حدثت خلال عامي على الشاطئ الغربي لإيطاليا المطلِ على البحر التيراني بفعل غارات إسلامية حدثت خلال عامي 253 -و – 259 هجرية على مدينتي جايتا ، وسالرنو ، كما أنزل الأغالبة بروما جيشاً قوياً وحاصروها بقوة هذه المرة ، وأوشكت أن تسقط
فأرسل البابا يوحنا الثامن إلى ملك الفرنجة الكارولنجيين ، وإلى الإمبراطورية البيزنطية ، وإلى مدن أمالفي ، وجايتا ، ونابولي ، يلتمس لنفسه ، ولأَمْلاكه الحِماية ، ولكنه لم يظفر بأي نجاح . وقد ترتب على تخلي هؤلاء جميعًا عن بابا روما إلى أن اضطر إلى دفع جزية للمسلمين
وقدرها خمس وعشرون ألف (25000 ) مكيال من الفضة ، ولأن التشريع الإسلامي يقبل بالجزية ، فقد قبل بها الأغالبة وانصرفوا عن المدينة .
وبعد سقوط جنوب إيطاليا بيد الصليبيين كان هناك محاولة قام بها العثمانيين لفتح روما بعد أن فتح الجيش العثماني في عهد السلطان محمد الفاتح مدينة أوترانت الإيطالية عنْوة في الرابع من جمادى الثانية 885هـ، كان السلطان محمد الفاتح رحمه الله ينوي إكمال فتح جميع إيطاليا ، ولكنه توفي في شهر مايو من العام الذي يليه .
والله غالي على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .