أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك . وأسأل الله أن يعيننا فيه على الصيام والقيام ، وقراءة القرآن والإكثار من الأعمال الصالحة ، وأن يرزقنا القبول والغفران . وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة . 🌹
عن جرير بن عبدالله – رضى الله عنه – قال: “بايعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم”. وفي رواية قال: بايعتُ النبي على السمع والطاعة فلقنني: “فيما استطعتَ”، والنصح لكل مسلم[1].
وفي الحديث جمع بين أهمِّ الأركان بعد الشهادتين، وبين النصح لكلّ مسلم؛ تأكيدًا على منزلة النصيحة من الدين. وهل بعدَ التأكيد بالبيعة على أهمية النَّصيحة تأكيدٌ؟
ويمكن للقارئ الـمُدقِّق أن يرى ثلاثَ لطائفٍ في الروايتين المذكورتين:
1- القدر المشترك بين الروايتين: النُّصح لكلِّ مسلم.
2- اشتركَ هذا القدرُ مع السمع والطاعة مرَّة، ومع الصلاة والزكاة مرة، ولا يخفى أنَّ السمع والطاعة هما مقتضى الشهادتين: (لا إله إلا الله، محمَّدٌ رسولٌ الله) كما هو مُفصَّلٌ في كتب العقيدة. كما أنَّ الصلاة والزكاة من الخصوصية من الطاعات بمكان، فدلَّ ذلك على شرف النُّصح لكل مسلم.
3- أنَّ السمع والطاعة مشروطانِ بالاستطاعة، وليس كذلك النُّصحُ، ويؤكد هذا المعنى أنَّ النُّصح المقصود في حديث: “الدين النصيحة” يشمل كثيرًا من أعمال القلوب، بل هو مبنيٌّ على أعمال القلوب تلك، فمن النصيحة لله كمال محبته وصدق الرجاء فيه وإخلاص العبادة له، والاجتهاد في دعائه بأسمائه وصفاته، ونحو ذلك. والنصيحة لرسوله: أن يكون أحبَّ إليه من نفسه فضلًا عن غيرها، وأن يؤثر طاعته على هواها إن تعارضا، والنصيحة للمسلمين لا تتم إلا إذا أحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه. وكلها كما ترى أعمال للقلوب، غير مشروطةٍ بالاستطاعة، إذ لا تستحيل على المرء إلا بما يُسقطُ عنه التكاليف كزوال العقل بجنونٍ ونحوه، أو بذهاب الروح نفسها بالموت. وإنَّ أضعفَ الإيمان حُبُّ المعروف وبُغضُ المنكر بالقلب، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل.
التعليقات 1
1 ping
عبدالله آل عتيِّق ( أبو رقيه ) (:
10/06/2021 في 10:12 م[3] رابط التعليق
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
البيعة على النصيحة لكل مُسلم
عن جرير بن عبدالله – رضى الله عنه – قال: “بايعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم”. وفي رواية قال: بايعتُ النبي على السمع والطاعة فلقنني: “فيما استطعتَ”، والنصح لكل مسلم[1].
وفي الحديث جمع بين أهمِّ الأركان بعد الشهادتين، وبين النصح لكلّ مسلم؛ تأكيدًا على منزلة النصيحة من الدين. وهل بعدَ التأكيد بالبيعة على أهمية النَّصيحة تأكيدٌ؟
ويمكن للقارئ الـمُدقِّق أن يرى ثلاثَ لطائفٍ في الروايتين المذكورتين:
1- القدر المشترك بين الروايتين: النُّصح لكلِّ مسلم.
2- اشتركَ هذا القدرُ مع السمع والطاعة مرَّة، ومع الصلاة والزكاة مرة، ولا يخفى أنَّ السمع والطاعة هما مقتضى الشهادتين: (لا إله إلا الله، محمَّدٌ رسولٌ الله) كما هو مُفصَّلٌ في كتب العقيدة. كما أنَّ الصلاة والزكاة من الخصوصية من الطاعات بمكان، فدلَّ ذلك على شرف النُّصح لكل مسلم.
3- أنَّ السمع والطاعة مشروطانِ بالاستطاعة، وليس كذلك النُّصحُ، ويؤكد هذا المعنى أنَّ النُّصح المقصود في حديث: “الدين النصيحة” يشمل كثيرًا من أعمال القلوب، بل هو مبنيٌّ على أعمال القلوب تلك، فمن النصيحة لله كمال محبته وصدق الرجاء فيه وإخلاص العبادة له، والاجتهاد في دعائه بأسمائه وصفاته، ونحو ذلك. والنصيحة لرسوله: أن يكون أحبَّ إليه من نفسه فضلًا عن غيرها، وأن يؤثر طاعته على هواها إن تعارضا، والنصيحة للمسلمين لا تتم إلا إذا أحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه. وكلها كما ترى أعمال للقلوب، غير مشروطةٍ بالاستطاعة، إذ لا تستحيل على المرء إلا بما يُسقطُ عنه التكاليف كزوال العقل بجنونٍ ونحوه، أو بذهاب الروح نفسها بالموت. وإنَّ أضعفَ الإيمان حُبُّ المعروف وبُغضُ المنكر بالقلب، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل.
ولـمَّا تخلَّف الضعفاء والمرضى وبعض الفقراء في غزوة تبوك قال الله: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 91]،
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/62742/#ixzz6xPkUV1od