هجرة أسرة الياسين النهاشل من نجد
في عام ١٤٩٦م تقريبا وفي زمن المولى محسن المشعشعي، استنجدت الدولة المشعشعية بقبائل الجزيرة العربية لمواجهة أطماع الشاه اسماعيل الصفوي ( احتلال مكة والحجاز )، فوفد إليه رجل من أهل نجد من أشراف بني تميم هو الأمير عبدالله بن علي النهشلي التميمي مع أسرته وأهله ومماليكه وهم ٢٥ بيت وبعد الانتصار الذي حققوه في المعركة خيّموا في قرية القيصرية.
وفي أحد الايام كان الأمير عبدالله التميمي جالسا في مجلس السيد محسن الذي قال ( ان العربي يحمد إذا أستضاف ٤٠٠ رجل جاؤوه بغير خبر سابق )، فقال الامير التميمي لأحد جلسائه، كأن هذا شيء مستغرب عندكم، فأسرّها السيد محسن في نفسه، وبعد مدة أمر أحد أولاده أن يذهب مع ٤٠٠ خيّال الى ضيافة الامير التميمي في القيصرية وتكون خيولهم بلا أرسان ولا علائق.
فأضاف الامير الجميع وجعل من أطناب الخيام أرسان لخيولهم وأوتادها علائق، فاستحسن السيد محسن هذا الكرم فأهداه بلدة الدورق، كما اطلق عليه لقب الامير التميمي.
إمارة بني تميم في الدورق:
كان الامير عبدالله التميمي مقيما في القيصرية، وكان يتردد على الدورق ويحدث فيها العمارات، فلما توفي السيد محسن انتقل بأهله الى الدورق واجتمع عليه أقاربه وأهله من نجد وتم له أمر الدورق، فبنى لها سورا وأحكم مواقعها وتغلب فيها على حكام المشعشعين.
وحكم بعد وفاته ابنه الامير علي الذي اشتهر ب علي النهشلي وكان ذلك في زمن السيد سجاد، وكان ذا شوكة وسطوة.
وبقي الامير علي منفرداً بحكومة الدورق رافضاً طاعة المشعشعين والخضوع لهم، وفي زمانه وقع نزاع بين أمير الحويزة السيد سجاد وأخوته مطلب ومناف ولاوي فرحلوا عنه الى حاكم الدورق الأمير علي فأعزهم وأجلهم وعيّن لكل واحد منهم أرضاً وزوّج المولى مطلب بنت أحد أقاربه فولدت له المولى خلف ( مؤسس مدينة خلف أباد )، وفي هذا يقول الشاعر ابو البحر الخطّي مستذكراً موقف بني تميم مع المشعشعين ضد اسماعيل الصفوي وهم أخوال المولى خلف :
سقا الله حيا من تميم بقدر ما
شربنا بأيديهم من النائل الغمر
هم أوطأونا ساعة العسر بعدما
أذلت خطى أقدامنا عثرة العسر
فلم تبلغ الأم الرؤوم ببرها
بنيها مدي ما أسلفونا من البر
وأنت ابن أخت القوم والخال والد
وإن كانت الأعمام من ضئضأ النضر
وبعد مدة غزا آل خميس الدورق فضاق بحاكمها الأمر فبرز السادة المشعشعين لحرب الغازين على شرط رضية الأمير علي ثم نكث على الموعد فوقع في قلوبهم شيء من الغيظ، ومرت عليهم مدة وهم في الدورق حتى تحالفت قبائل الحويزة على الإطاحة بإمارة المشعشعين وطلبوا من الأمير علي المعونة على السيد سجاد، فوافق لهم، وكان سجاد قد بعث الى اخوته في الدورق يطلب منعم النصرة فتحركوا الى الحويزة بعد خروج الامير علي من الدورق بثلاثة أيام ووقع القتال بين الطرفين وأصيب الامير علي بضربة سقط على أثرها أسيرا إلى سجاد فقتله وانهزم أتباعه وحلفائهم ورجع بنو تميم إلى الدورق فاقدين أميرهم فاشتدت العداوة والبغضاء بين المشعشعين وبنو تميم، فعزموا على اخراج المشعشعين من الدورق بالخديعة وهي ان يوقعوا ضجة خارج البلد ويوهموا الناس ان المواشي نهبت فتخرج الناس ومعهم المشعشعين فإذا خرجوا أغلقت الأبواب ثم أخرجت إليهم عيالاتهم فعلم المشعشعين بهذه المكيدة وانعكس الأمر حيث خرج بنو تميم وبقي المشعشعين في المدينة فأغلقوا عليهم أبواب السور واسترضوا الحرس ثم اخرجوا عيالاتهم فتفرقوا في البلاد، بعضهم سكن الحويزة ومنهم من رجع الى نجد وذلك في سنة ٩٧١هج( ١٥٦٣م تقريبا).
الإمارة:
هي بطن من تميم كان لهم حكم الدورق في عربستان ثم مدت سيطرتهم على جميع المناطق المحيطة بالدورق، وينعت بيت رئاستهم بالأمراء نظرا لسمو مكانتهم ولكثرة البطون الخاضعة لهم ويلقبون بالأشراف، وتنقسم الإمارة الى قسمين :
– بيت عبدالله الذي استأجر الفاو من آل الصباح.
– بيت راشد ورئاستهم بالمير عثمان ويعدون من أعيان البصرة.
ونذكر من أسر تميم الامارة الذين استقروا بالكويت، آل الياسين (أهل جبلة).
في زمن المير عثمان، اشتكى بنو تميم الذين يسكنون في منطقة رامز وشط العرب من تسلّط بعض القبائل الفارسية، فخرج لهم المير جولان بجيشه ويساعده الشيخ هلال بن المير عثمان (يلقب بالسم الأسود) لنجدة أبناء عمومتهم بتلك المناطق، وبالفعل هزموا قبائل الفرس، وبعدها سكن الشيخ هلال جزيرة الشيف ولكنه قُتل غدراً بعد سنة تقريبا تاركا ولدين هما أحمد و محمد، وقد تسبب قتله بحزن والده المير عثمان حتى توفى.
ولصغر سن أبناء الشيخ هلال تولى الإمارة ابن المير عثمان الأصغر الشيخ سوادي(يلّقب ب سويدي)، وبعد فترة عادت الإمارة لحفيد الشيخ هلال وهو راشد بن أحمد، (بيت راشد)واستعاد قوة الامارة في ابو الخصيب حتى جاء ابنه الشيخ ياسين بن راشد.
حرب الوجبة أو حرب الأتراك بين قطر والعثمانيين:
في عام ١٨٩٣م وفي عهد الشيخ ياسين استنجد حاكم قطر الشيخ جاسم آل ثاني بأبناء عمومته حيث ارسل شاهين الغانم للشيخ مبارك بن صقر شيخ قابند جد اسرة القبندي في الكويت وأبوظبي يطلب منه منع عبور العساكر العثمانين من شط العرب لعدم وصولهم الى قطر عبر الخليج العربي بواسطة الشيخ ياسين بن راشد امير بني تميم في ابوالخصيب، فقامت معركة الشط بين بني تميم والعساكر العثمانيين، حيث ابدى فرسان تميم شراستهم بالمعركة فحققوا انتصارا لامعا ومنعوهم من العبور.
وحطموا استحكامات الفاو(مكان لتخزين السفن الحربية) فتوقفت عن العمل تماما، ويقال بأنه لم يصل قطر سوى ١٥٠ جندي من أصل ٣ آلاف.
وبعدها هاجم العثمانيون ابوالخصيب للنيل من بني تميم وعلى رأسهم الشيخ ياسين بن راشد، وتمكنوا من إلقاء القبض على البعض وأودعوا في السجن لمدة ١٠ سنوات، ولكن الشيخ ياسين تمكن من العبور الى أبناء عمومته بالدورق حيث نُصّب هناك أميرا على عليهم، ولكنه قتل بعد ذلك غدراً في عام ١٨٩٥م، فعمّت الفوضى لطلب الثأر من أبناءه وأحفاده ومان لهم ما أرادوا.
وبعد ذلك قرروا ترك المنطقة وأملاكهم وجاءوا الى الكويت وسكنوا في منطقة جبلة واستقروا بها.
التعليقات 3
3 pings
Ahmad alyaseen
03/03/2020 في 10:48 م[3] رابط التعليق
والنعم بالنهاشل
Abdulrahman alyaseen
15/09/2020 في 8:01 ص[3] رابط التعليق
فخر🔥
حيدر
16/06/2021 في 7:43 م[3] رابط التعليق
هل يوجد ارتباط بين الامارة التميمية المذكورة والمعرفة ببيت راشد مع عشيرة الامارة في البصرة قضاء المدينة